الأحد، 30 أكتوبر 2022

الموعِظةُ الحَسَنةُ ضَرورةُ الزَّمانِ المُلِحَّةُ الأُسْتاذُ الدُّكتورُ عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ الدميجيُّ

 

الموعظة الحسنة


 الموعِظةُ الحَسَنةُ ضَرورةُ الزَّمانِ المُلِحَّةُ

الأُسْتاذُ الدُّكتورُ عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ الدميجيُّ 

الحَمْدُ للهِ رَبِّ العالَمينَ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على أشْرفِ الأنْبياءِ والمُرسَلينَ؛ نَبِيِّنا مُحمَّدٍ وعلى آلِه وصَحبِه أَجْمعينَ.

أمَّا بَعْدُ:

فإنَّ المَوعظةَ الحَسنةَ هي إحدى أهَمِّ الرَّكائِزِ الموقِظةِ للقُلوبِ، والمُنبِّهةِ مِن الغَفلةِ، وإحدى أهَمِّ عوامِلِ صَلاحِ القُلوبِ وعِلاجِ أمْراضِها. وهي مِن شَعيرةِ الأمْرِ بالمَعْروفِ والنَّهيِ عن المُنكَرِ؛ المَصحوبِ بالتَّرْغيبِ والتَّرْهيبِ، والدَّعوةِ إلى اللهِ والنَّصيحةِ النَّافِعةِ الَّتي تُثمِرُ رِقَّةَ القَلبِ ولِينَه، فيَتحرَّكُ للعَملِ طَلَبًا للنَّجاةِ والخَلاصِ مِن المَخوفِ والمَرهوبِ، ورَغبةً في الحُصولِ على المَرجُوِّ والمَرغوبِ.

وتكونُ بالمَسموعِ، وهو الانْتِفاعُ بما يُسمَعُ ويُقرَأُ ويُتلى مِن الهُدى والرُّشدِ والنَّصائِحِ الَّتي جاءَت على ألسِنةِ الرُّسلِ وما أُوحِيَ إليهم مِن رَبِّهم، وكذلك الانْتِفاعُ مِن كلِّ ناصِحٍ ومُرشِدٍ في مَصالِحِ الدِّينِ والدُّنْيا.

كما تكونُ بالاعْتِبارِ بالمَشهودِ، وهو الاقْتِناعُ بما يَراه ويَشهَدُه في العالَمِ مِن مَواقِعِ العِبَرِ والحَوادِثِ والمَواقِفِ والتَّجارِبِ، وأحْكامِ القَدَرِ ومَجاريه وسُنَنِ اللهِ في الكَونِ؛ تَدبُّرًا وتَفكُّرًا واعْتبارًا.

وحاجةُ القُلوبِ إلى المَوعظةِ لا تَقِلُّ أهمِّيَّةً عن الحاجةِ إلى العِلمِ والمَعرفةِ، بل هو الطَّريقُ المُمهِّدُ لها، فإذا لانَ القَلبُ انْفتَحَتْ قابِليَّةُ بَصيرتِه لتَلقِّي العِلمِ النَّافِع،ِ فارْتاحَتْ الرُّوحُ وسَكَنَت النَّفسُ واغْتذى العَقلُ واطْمأنَّ القَلبُ؛ ولِذا جاءَ وَصفُ القُرآنِ الكَريمِ بأنَّه (مَوعِظةٌ) قالَ تعالى: {وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُم آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَمَثَلًا مِنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ} [النور: 34] وقالَ تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} [يونس: 57]. وكذلك كانَتِ الكُتُبُ السَّابقةُ، فقالَ تعالى عن الإنْجيلِ: {وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ فِيْهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ} [المائدة: 46]، وقالَ تعالى عن الألْواحِ المُنزَّلةِ على موسى عليه السَّلامُ: {وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ} [الأعراف: 145].

ووَعَظَ اللهُ تعالى عِبادَه في كِتابِه العَزيزِ في مَواضِعَ كَثيرةٍ، مِثلُ قَولِه تعالى: {يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [النور: 17].

والوَعْظُ بالقُرآنِ هو أعْظَمُ السُّبُلِ للِينِ القَلبِ، وأسْهَلُها وأقْرَبُها وأشَدُّها تَأثيرًا، وأقْواها نَفْعًا وتَنْبيهًا، فالقُرآنُ كلُّه مَوعِظةٌ.

وقد جَعلَ اللهُ تعالى المَوعِظةَ الحَسنةَ إحدى وَسائِلِ الدَّعوةِ النَّبَويَّةِ، فقالَ تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ والْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّك هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [النحل: 125]، وذلك حسَبَ حاجةِ المَدعوِّ؛ فإمَّا أن يكونَ طالِبًا للحقِّ راغِبًا فيه، فهذا يُدْعى بالحِكمةِ، وإمَّا أن يكونَ مُعرِضًا غافِلًا مُنشغِلًا بضدِّ الحقِّ، فهذا يَحتاجُ معَ الحِكمةِ إلى المَوعِظةِ الحَسنةِ، وإمَّا أن يكونَ مُعانِدًا مُعارِضًا، فهذا يُجادَلُ بالَّتي هي أحسَنُ، إضافةً إلى ما تَقدَّمَ، وقدْ يَحتاجُ إلى شيءٍ مِن الاخْشيشانِ بعْدَ اسْتِنفادِ ما سبَقَ معَ إصرارِه على الظُّلمِ، كما قالَ تَبارَكَ وتَعالى: {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ} [العنكبوت: 46].

وقدْ أمرَ اللهُ تعالى نَبيَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أن يقومَ بمُهمَّةِ الوَعظِ والتَّذكيرِ، فقالَ عزَّ اسمُه: {فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا} [النساء: 63].

وقدْ قامَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بهذه المُهمَّةِ حقَّ القِيامِ، يقولُ عبْدُ اللهِ بنُ مَسْعودٍ رَضيَ اللهُ تعالى عنه: ((كانَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَتَخوَّلُنا بالمَوعِظةِ في الأيَّامِ مَخافةَ السَّآمةِ علينا))([1])؛ لأنَّ جَمالَ المَوعِظةِ بأمْرَينِ:

1- حُضورُها في وَقْتِها، كالغَيثِ بعْدَ الجَدْبِ، فإن زادَ المَطرُ عن حاجةِ الأرضِ تَشبَّعَتْ به وقَلَتْه.

2- مُناسَبتُها للحالِ.

ومِن مَواعِظِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ المَشهورةِ ما جاءَ في حَديثِ العِرْباضِ بنِ سارِيةَ رَضيَ اللهُ تعالى عنه، قالَ: وَعَظَنا رَسولُ اللهِ مَوعِظةً وَجِلَتْ مِنها القُلوبُ وذَرَفَتْ مِنها العُيونُ -مِصْداقًا لقولِه تعالى: {تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ} [الزمر: 23]، فاقْشَعرَّتْ هَيبةً وخَوفًا ووَجَلًا وخَشيةً، ثُمَّ لانَت فَرَحًا ورَجاءً وشَوقًا وحُسْنَ ظَنٍّ بمَن لا يأتي الخيْرُ إلَّا مِنه- فقُلْنا: يا رسولَ اللهِ كأنَّها مَوعِظةُ مُودِّعٍ فأَوْصِنا، فقالَ: ((أوصيكم بتَقْوى اللهِ عزَّ وجلَّ والسَّمعِ والطَّاعةِ... الحديث))([2]).

وفي كتابِ الرِّقاقِ([3]) مِن صَحيحِ البُخاريِّ([4]) ودَواوينِ السُّنَّةِ نَماذِجُ مُضيئةٌ مِن مَواعِظِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لأصْحابِه، وكذلك في مَأثورِ الصَّحابةِ والتَّابِعينَ والأئِمَّةِ وسِيَرِ المُصلِحينَ ومُؤلَّفاتِهم الكَثيرُ مِن ذلك، وكلَّما قرُبَ العَهدُ بالقرونِ المُفضَّلةِ ازْدانَ الكَلامُ بالبَركةِ؛ فقدْ كانَ كلامُ السَّلَفِ قَليلًا عَظيمَ البَركةِ بخِلافِ كَثيرٍ ممَّن تَأخَّروا عنهم زَمنًا وفَضْلًا وعِلمًا وحِكمةً، واللهُ المُستعانُ.

والوَعْظُ هو سَبيلُ المُصلِحينَ في كلِّ زَمانٍ ومَكانٍ؛ قالَ تعالى: {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان: 13]، وقالَ تعالى: {وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} [الأعراف: 164].


فعلى مُعلِّمي النَّاسِ الخَيْرَ مِن مُعلِّمينَ في قاعاتِ الدُّروسِ أيًّا كان الفَنُّ الَّذي يُعلِّمُونَه، والمُهتَمِّينَ بوَسائِلِ التَّواصِلِ المُعاصِرةِ الاهْتِمامُ ببَثِّ الرَّسائِلِ الوَعْظيَّةِ الموجَزةِ لقُلوبِ طُلَّابِهم ومُتابِعيهم؛ فرُبَّ كَلمةٍ صادِقةٍ فَتَحَ اللهُ بها قَلبًا غافِلًا أحْياه بعْدَ مَوتِه، فلا تَبخَلْ بالكَلمةِ النَّافِعةِ؛ قالَ الحَسَنُ بنُ صالِحٍ: قالَ زبيدٌ: "سَمِعْتُ كَلمةً فنَفَعَني اللهُ بها عزَّ وجلَّ ثَلاثينَ عامًا
"5، وكم مِن أقْوامٍ سَمِعوا كَلمةً واحِدةً فأنارَت بَصائِرَهم فتَحوَّلَت أمُورُهم إلى الجِدِّ والاسْتِقامةِ وهِجْرانِ الانْحرافِ والفَسادِ!

وتَتأكَّدُ أهمِّيَّةُ الوَعْظِ والحاجةُ إليه في عَصْرِنا الحاضِرِ الَّذي غلَبَتْ عليه المادِّيَّاتُ، وطَغَتِ الشَّهواتُ، وقَسَتِ القُلوبُ وتَعلَّقَتْ بالدُّنْيا، وقَحَطَتِ العُيونُ، فكثيرٌ مِن ضُلَّالِ المُعاصِرينَ مَرجِعُه إلى قَسوةِ القُلوبِ وكِبْرِ النُّفوسِ لا لِقلَّةِ العِلمِ والمَعرفةِ؛ فشابَهوا أحْبارَ اليَهودِ؛ لهذا اشتدَّتِ الحاجةُ لسِياطِ مَواعِظِ القُلوبِ.

وممَّا يُنبَّه إليه في هذا أنَّ كثيرًا ممَّن يُرَدِّدونَ شُبَهَ الإلْحادِ إنَّما أُتُوا مِن غَفلةِ القُلوبِ وغَلَبةِ الرَّانِ عليها، فيَحسُنُ ابْتِداؤُهم بالوَعظِ ثُمَّ بالحِجاجِ؛ لأنَّ الوَعْظَ إذا نَفَعَ فإنَّه يُزيلُ رَواسِبَ الرَّفْضِ لقَبولِ الحُجَجِ الصَحيحةِ، تَأمَّلْ قولَه تعالى: {فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [الأعراف: 176] فالمَوعِظةُ سابِقةٌ للفِكرةِ.

ومعَ هذه الحاجةِ المُلحَّةِ للوَعظِ نَجدُ في مُقابِلِ ذلك قِلَّةَ النَّاصِحِ الواعِظِ الصَّادِقِ، بل تَعدَّى الأمرُ إلى ازدِراءِ الوَعظِ، والتَّقليلِ مِن شأنِه وأهْلِه، ويَزيدُ الأمرَ خُطورةً أنَّ هذا التَّهْوينَ والازدِراءَ قد يَرِدُ على ألسِنةِ بعضِ المُنْتسِبينَ للعِلمِ والفِقْهِ، ومِن المُشتَغِلينَ بالقَضايا الفِكريَّةِ والثَّقافيَّةِ، فيقالُ: هذا خِطابٌ وَعظيٌّ عاطِفيٌّ ليس خِطابًا عِلميًّا دَقيقًا، ولا فِكريًّا عَميقًا، ولا تَحْريرًا وتَحقيقًا يُناسِبُنا، وإنَّما يَصلُحُ هذا للعامَّةِ والدَّهْماءِ والبُسَطاءِ مِن النَّاسِ. وما عَلِمَ هؤلاء أنَّ المُنتَسِبينَ للعِلمِ والفِقْهِ والفِكرِ هُم أحوَجُ النَّاسِ للخِطابِ الوَعْظيِّ الَّذي يُلينُ القلوبَ القاسِيةَ، وهي الشَّكْوى المُتَكرِّرةُ المَسْموعةُ مِنهم كثيرًا، وبِخاصَّةٍ عندَ مَشارِفِ رَحيلِهم عن الدُّنْيا.

يقولُ ابنُ الجَوزيِّ رَحمَه اللهُ: "رأيْتُ الانْشِغالَ بالفِقْهِ وسَماعِ الحَديثِ لا يَكادُ يَكْفي في صَلاحِ القلبِ إلَّا أن يُمزَجَ بالرَّقائِقِ والنَّظرِ في سِيَرِ السَّلَفِ الصَّالِحِ".([5])

ومعَ أنَّه قد دَخَلَ على بعضِ الوُعَّاظِ والخِطابِ الوَعْظيِّ بعضُ الخُرافاتِ والمَناماتِ والإسْرائيليَّاتِ والمُسْتَحيلاتِ والقِصَصِ المُخْتلَقةِ والأحاجيِّ، فإنَّ هذا لا يُسوِّغُ التَّقليلَ مِن شأنِه، بل يَقْتضي ضَرورةَ تَصْحيحِ مَسارِه وتَنْقيةِ مُحْتواه، والتَّشديدَ في شأنِ حِراستِه مِن الإحْداثِ والكَذِبِ حتَّى يَعودَ إليه رَوْنَقُه وصَفاؤُه ونَقاؤُه، وعلى الواعِظِ الْتزامُ شُروطِ الوَعْظِ وآدابِه مُراعِيًا صحَّةَ الخَبَرِ دَليلًا كانَ أو قِصَّةً، وصِدْقَ النِّيَّةِ، ومُراعاةَ الحالِ والزَّمانِ والمَكانِ ونَحْوِها؛ ليُؤتِيَ أُكُلَه بإذْنِ اللهِ.

وهِجْرانُ الوَعْظِ وازدِراءُ أهْلِه ليس مِن نَوازِلِ عُصورِنا المُتأخِّرةِ، بل هو قَديمٌ قد سَنَّه المُناوِئون للرُّسلِ والمُصْلِحينَ، وجَعَلوه ذَريعةً للصَّدِّ عن سَماعِ الحَقِّ والانْتِفاعِ به، وفي القُرآنِ الكَريمِ نَماذِجُ كَثيرةٌ؛ مِن ذلك ما ذَكَرَه اللهُ تَعالى عن قومِ هُودٍ عليه السَّلامُ لمَّا نَصَحَ قَوْمَه قَوْمَ عادٍ، وكان ممَّا قالَ لهم: {إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} [الشعراء: 135] وكانَ جَوابُهم: {قَالُوا سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْوَاعِظِينَ * إِنْ هَذَا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ} [الشعراء: 136-137].

وهو أحَدُ مَداخِلِ الشَّيْطانِ وأدَواتِ تَلْبيسِه على أهلِ العِلمِ؛ يقولُ ابنُ الجَوْزيِّ رَحِمَه اللهُ: "ومِن تَلْبيسِه عليهم أن يُحَسِّنَ لهم ازدِراءَ الوُعَّاظِ، ويَمنَعَهم مِن الحُضورِ عندَهم، فيقولونَ عن هؤلاء: قُصَّاصٌ، ومُرادُ الشَّيْطانِ ألَّا يَحْضُروا في مَوضِعٍ يَلينُ فيه القَلبُ ويَخشَعُ، والقُصَّاصُ لا يُذَمُّونَ مِن حيثُ هذا الاسمُ؛ لأنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ قالَ: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ} وقالَ: {فَاقْصُصِ الْقَصَصَ}، وإنَّما ذُمَّ القُصَّاصُ؛ لأنَّ الغالِبَ مِنهم الاتِّساعُ بذِكرِ القِصَصِ دونَ ذِكرِ العِلمِ المُفيدِ. ثُمَّ غالِبُهم يَخلِطُ فيما يورِدُه، ورُبَّما اعتَمَدَ على ما أكْثَرُه مُحالٌ، فأمَّا إذا كانَ القَصَصُ صِدْقًا ويوجِبُ وَعْظًا فهو مَمْدوحٌ، وقد كانَ أحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ يقولُ: ما أحْوَجَ النَّاسَ إلى قاصٍّ صَدوقٍ!".([6])

ونَسأَلُ اللهَ أن يُصلِحَ فَسادَ قُلوبِنا وأعْمالِنا، وأن يُلْهِمَنا رُشْدَنا، ويَرْزُقَنا العِلمَ النَّافِعَ والعَمَلَ الصَّالِحَ.

وصلَّى اللهُ وسلَّمَ وبارَكَ على نَبِيِّنا مُحمَّدٍ وعلى آلِه وصَحْبِه أَجْمَعينَ 

  1. ([1]) رواه البخاري (68)، ومسلم (2821).
  2. ([2]) رواه الترمذي (5/44).
  3. ([3]) وجاء في رواية المستملي للصَّحيحِ: الرقائق، وهو ما عَبَّر عنه العُلماءُ في كتُبِهم، كابن المبارَك، والنَّسائي في الكبرى، وغيرهما، والمعنى واحد، وقد يكون لفظُ الرَّقائقِ أعَمَّ وإن كان مؤداهما واحدًا. وبعضُهم يسمِّيها (الزهد)، كالزُّهد لوكيع وللإمام أحمد وغيرهما. والرِّقاقُ والرَّقائقُ: جمعُ رقيقةٍ، وسمِّيت بذلك لِما تحدِثُه في القَلبِ، وهي ضِدُّ القَسوةِ. قال تعالى: {أَلَمۡ يَأۡنِ لِلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ ‌أَن ‌تَخۡشَعَ ‌قُلُوبُهُمۡ لِذِكۡرِ ٱللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ ٱلۡحَقِّ وَلَا يَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ مِن قَبۡلُ فَطَالَ عَلَيۡهِمُ ٱلۡأَمَدُ فَقَسَتۡ قُلُوبُهُمۡۖ وَكَثِيرٞ مِّنۡهُمۡ فَٰسِقُونَ} [الحديد: 16].
  4. ([4]) ذكر تحته (53) بابًا.
  5. ([5]) صيد الخاطر (ص: 228) ولابن الجوزي مصنَّف بعنوان: القُصَّاص والمذكِّرين.
  6. ([6]) تلبس إبليس (ص: 111).
  7.  
  8.  

روابط موسوعات الدرر السنية



اللغة
موسوعة التفسير
الموسوعة الحديثية
الموسوعة العقدية
موسوعة الأديان
موسوعة الفرق
المذاهب الفكرية
الموسوعة الفقهية
أحاديث منتشرة لا تصح
موسوعة الأخلاق
الموسوعة التاريخية
معلمة الدرر
دليلك لمعرفة وتحسين مستواك في العلوم الشرعية
بلّغ ولو آية
ساهم بالوصول للمعلومة الصحيحة الموثقة
مسابقة الدرر
مسابقة علمية يقدمها موقع الدرر السنية لزواره الكرام
مقالات وبحوث مميزة
أسمارُ "النَّقْدِ التَّاريخيِّ" ... وزخارِفُ "البَحثِ العِلْميِّ" (الحَلْقةُ السادسةُ). بَنْدر بن عبدالله الشُّويقيُّ
حُبُّ أبي حَنِيفةَ من الإيمان. علوي بن عبدالقادر السَّقَّاف
قراءة في كتـــــــــاب
التَّطوُّعُ في العِباداتِ وأحْكامُه (قراءة وتعريف). القِسم العِلميِّ بمُؤسَّسةِ الدُّرَرِ السَّنيَّةِ
حقيقةُ الإيمانِ ونَواقِضُه (قراءة وتعريف). القِسمِ العِلميِّ بمُؤسَّسةِ الدُّرَرِ السَّنيَّةِ
نفائس الموسوعات
خصائِصُ عقيدةِ أهلِ السُّنَّةِ والجَماعةِ. الموسوعة العقدية
الدعوة إلى التوحيد... الموسوعة العقدية


روابط هامة الأرشيف
إصداراتنا 
خدمات تقنية خدمة API
نافذة البحث في الموسوعة الحديثية
محرك بحث المواقع العلمية

يكونُ في آخرِ الزَّمانِ فتنٌ كقطَعِ اللَّيلِ المظلِمِ

 https://dorar.net/img/_logo.svg

 

فتن اخر الزمان 

1 - يكونُ في آخرِ الزَّمانِ فتنٌ كقطَعِ اللَّيلِ المظلِمِ أنجي النَّاسِ منها صاحبُ شاهقَةٍ فأَكَلَ رَسلَ غنمِهِ أو من رَسلِ غنمِهِ ورجلٌ آخذٌ بعنَانِ فرسِهِ يأكلُ من فَيءِ فرسِهِ أو رُمحِهُ

الراوي : أبو هريرة | المحدث : البزار | المصدر : البحر الزخار

الصفحة أو الرقم : 15/44 | خلاصة حكم المحدث : لا نعلمه يروى عن أبي هريرة إلا من هذا الوجه، بهذا الإسناد، ولا نعلم أسند نافع بن سرجس عن أبي هريرة إلا هذا الحديث | أحاديث مشابهة

توضيح حكم المحدث : إشارة إلى ضعفه | شرح حديث مشابه

 

2 - لا تكرهوا الفتنَ في آخرِ الزمانِ فإنها تُبيدُ المنافقينَ

الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : محمد جار الله الصعدي | المصدر : النوافح العطرة

الصفحة أو الرقم : 460 | خلاصة حكم المحدث : ضعيف | أحاديث مشابهة | الصحيح البديل

 

3 - لا تَكرَهوا الفتنةَ في آخرِ الزَّمانِ ؛ فإنَّها تُبيرُ المنافقينَ

الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الضعيفة

الصفحة أو الرقم : 5835 | خلاصة حكم المحدث : منكر | أحاديث مشابهة | الصحيح البديل

 

4 - لا تَكرهوا الفتنةَ في آخرِ الزمانِ ، فإنَّها تُبيرُ – أيْ تُهلكُ – المنافقينَ

الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : ملا علي قاري | المصدر : الأسرار المرفوعة

الصفحة أو الرقم : 365 | خلاصة حكم المحدث : قيل لا أصل له أو بأصله موضوع | أحاديث مشابهة | الصحيح البديل

توضيح حكم المحدث : لا يصح

 

5 - يَخْرُجُ في آخرِ الزمانِ رجالٌ يَخْتِلُون الدنيا بالدينِ ، يَلْبَسون للناسِ جُلُودَ الضَّأْنِ مِن اللِّينِ ، ألسنتُهم أحلى مِن السُّكَّرِ، وقلوبُهم قلوبُ الذِّئابِ، يقولُ اللهُ : أَبِي يَغْتَرُّون! أم عليَّ يَجْتَرِئُون! فَبِي حَلَفْتُ لأَبْعَثَنَّ على أولئك منهم فتنةً تَدَعُ الحَلِيمَ منهم حيرانًا.

الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : ضعيف الترمذي

الصفحة أو الرقم : 2404 | خلاصة حكم المحدث : ضعيف جداً | أحاديث مشابهة

 

6 - يخرجُ في آخرِ الزَّمانِ رجالٌ يختِلونَ الدُّنيا بالدِّينِ ، يلبسونَ للنَّاسِ جلودَ الضَّأنِ منَ اللِّينِ، ألسنَتُهُم أحلى منَ العسلِ، وقلوبُهُم قلوبُ الذِّئابِ، يقولُ اللَّهُ: أبي يغترُّونَ، أم عليَّ يجتَرِئونَ ؟ ! فبي حلفتُ لأبعثنَّ علَى أولئِكَ منهم فِتنةً تدَعُ الحليمَ مِنهُم حيرانَ

الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : ضعيف الجامع

الصفحة أو الرقم : 6419 | خلاصة حكم المحدث : ضعيف | أحاديث مشابهة

 

7 - يَخْرُجُ في آخِرِ الزمانِ رجالٌ يَخْتِلونَ الدُّنْيَا بالدِّينِ ، يَلْبَسونَ للناسِ جلودَ الضَّأْنِ مِنَ اللِّينِ ، أَلْسِنَتُهُم أَحْلَى مِنَ السُّكَّرِ ، وقلوبُهم قلوبُ الذِّئابِ ، يقولُ اللهُ : أَبِي يَغْتَرُّونَ ؟ ! أم عَلَيَّ يَجْتَرِئونَ ؟ ! فَبِي حَلَفْتُ ؛ لَأَبْعَثَنَّ عَلَى أولئِكَ مِنْهم فِتْنَةً ؛ تَدَعُ الحليمَ فيهِم حَيْرانَ .

الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : هداية الرواة

الصفحة أو الرقم : 5252 | خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف جداً | أحاديث مشابهة

 

8 - يخرج في آخرِ الزمانِ رجالٌ يختِلون الدنيا بالدِّينِ ، يلبسون للناسِ جلودَ الضَّأْنِ من الِّلينِ ، ألسنتُهم أحلَى من العسلِ ، قلوبُهم قلوبُ الذِّئابِ ، يقول اللهُ عزَّ وجلَّ : أبي يَغترُّون ، أم عليَّ يجترِئونَ ؟ ! فبي حلفتُ : لأبعثَنَّ على أولئك منهم فتنةً تدَعُ الحليمَ ( منهم ) حَيْرانَ

الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : ضعيف الترغيب

الصفحة أو الرقم : 13 | خلاصة حكم المحدث : ضعيف جداً | أحاديث مشابهة

 

9 - يخرجُ في آخرِ الزَّمانِ رجالٌ يختِلونَ الدُّنيا بالدِّينِ يلبسونَ للنَّاسِ جلودَ الضَّأنِ منَ اللِّينِ ألسنتُهم أحلى منَ السُّكَّرِ وقلوبُهم قلوبُ الذِّئابِ يقولُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ أبي يغترُّونَ أم عليَّ يجترِئونَ فبي حلَفتُ لأبعثنَّ على أولئكَ منهم فتنةً تدَعُ الحليمَ منهم حيرانًا

الراوي : أبو هريرة | المحدث : المباركفوري | المصدر : تحفة الأحوذي

الصفحة أو الرقم : 6/274 | خلاصة حكم المحدث : ضعيف | أحاديث مشابهة

 

10 - يكونُ في آخِرِ الزَّمانِ فتنةٌ يُحصَّلُ النَّاسُ كما يُحصَّلُ الذَّهبُ في المعدِنِ فلا تسُبُّوا أهلَ الشَّامِ ولكنْ سُبُّوا شِرارَهم فإنَّ فيهم الأبدالَ يُوشِكُ أنْ يُرسَلَ على أهلِ الشَّامِ سَبَبٌ مِن السَّماءِ فيُفرِّقَ جماعتَهم حتَّى لو قاتَلَهم الثَّعالبُ غلَبَتْهم فعندَ ذلكَ يخرُجُ خارجٌ مِن أهلِ بيتي في ثلاثِ راياتٍ المُكثِّرُ يقولُ هم خمسةَ عشَرَ ألفًا والمُقِلُّ يقولُ هم اثنا عشَرَ ألفًا أماراتُهم أَمِتْ أَمِتْ يلقَوْنَ سبعَ راياتٍ تحتَ كلِّ رايةٍ منها رجُلٌ يطلُبُ المُلْكَ فيقتُلُهم اللهُ جميعًا ويرُدُّ اللهُ إلى المُسلِمينَ أُلفَتَهم ونِعمتَهم وقاصيَهم ودانيَهم المزيد..

الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : الطبراني | المصدر : المعجم الأوسط

الصفحة أو الرقم : 4/176 | خلاصة حكم المحدث : لم يرو هذا الحديث عن ابن لهيعة إلا زيد بن أبي الزرقاء | أحاديث مشابهة

توضيح حكم المحدث : إسناده ضعيف

 

11 - يا أَيُّها الناسُ ؟ إنها لم تَكُنْ فتنةٌ على وجهِ الأرضِ ، منذُ ذرأ اللهُ ذُرِّيَّةَ آدمَ أَعْظَمَ من فتنةِ الدَّجَّالِ ، وإنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ لم يَبْعَثْ نبيًّا إلا حَذَّرَ أُمَّتَهُ الدَّجَّالَ ، وأنا آخِرُ الأنبياءِ ، وأنتم آخِرُ الْأُمَمِ ، وهو خارِجٌ فيكم لا مَحَالَةَ ، فإنْ يخرجْ وأنا بينَ أَظْهُرِكُم ، فأنا حَجِيجٌ لكلِّ مسلمٍ ، وإنْ يخرجْ من بَعْدِي ، فكلٌّ حجيجُ نفسِه ، وإنه يخرجُ من خُلَّةٍ بينَ الشامِ والعراقِ فيَعِيثُ يمينًا وشمالًا ، يا عبادَ اللهِ ! أَيُّها الناسُ ! فاثْبُتُوا ، فإني سَأَصِفُهُ لكم صفةً لم يَصِفْهَا إيَّاهُ قَبْلِي نبيٌّ ، إنه يبدأُ فيقولُ : أنا نبيٌّ ، ولا نَبِيَّ بَعْدِي ، ثم يُثَنِّي فيقولُ : أنا ربُّكم ، ولا تَرَوْنَ ربَّكم حتى تَمُوتُوا ، وإنه أَعْوَرُ ، وإنَّ ربَّكم ليس بأَعْوَرَ ، وإنه مكتوبٌ بينَ عَيْنَيْهِ : كافرٌ ، يَقْرَؤُهُ كلُّ مؤمنٍ ، كاتبٍ أو غيرِ كاتبٍ ، وإنَّ من فتنتِه ، أنَّ معه جنةً ونارًا ، فنارُه جنةٌ ، وجنتُه نارٌ ، فمَن ابتُلِىَ بنارِه فلْيَسْتَغِثْ باللهِ ، ولْيَقْرَأْ فَوَاتِحَ الكهفِ ، فتكونَ بَرْدًا وسَلَامًا كما كانت النارُ على إبراهيمَ ، وإنَّ من فتنتِه أن يقولَ للأعرابيِّ ، أَرَأَيْتَ إن بَعَثْتُ لك أباك وأمَّك أَتَشْهَدُ أَنَّنِي ربُّك ؟ فيقولُ : نعم ، فيتمثلُ له شيطانانِ في صورةِ أَبِيهِ وأُمِّهِ ، فيقولانِ : يا بُنَيَّ اتَّبِعْهُ ، فإنه ربُّك ، وإنَّ من فتنتِه أن يُسَلَّطَ على نفسٍ واحدةٍ فيَقْتُلُها ، يَنْشُرُها بالمِنْشَارِ ، حتى تُلْقَى شِقَّيْنِ ، ثم يقولُ : انظُرُوا إلى عَبْدِي هذا فإني أَبْعَثُهُ ، ثم يَزْعُمُ أنَّ له ربًّا غَيْرِي ، فيَبْعَثُهُ اللهُ ، ويقولُ له الخبيثُ : مَن ربُّك ؟ فيقولُ : رَبِّيَ اللهُ ، وأنت عَدُوُّ اللهِ ، أنتَ الدَّجَّالُ ، واللهِ ما كنتُ قَطُّ أَشَدَّ بَصِيرَةً بك مِنِّي اليومَ ، وإنَّ من فتنتِه أن يأمرَ السماءَ أن تُمْطِرَ ، فتُمْطِرُ ، ويأمرَ الأرضَ أن تُنْبِتَ ، فتُنْبِتُ ، وإنَّ من فتنتِه أن يَمُرَّ بالحيِّ فيُكَذِّبُونَه ، فلا يَبْقَى منه سائمةٌ إلا هَلَكَتْ ، وإنَّ من فتنتِه أن يَمُرَّ بالحَيِّ فيُصَدِّقُونَه ، فيأمرُ السماءَ أن تُمْطِرَ ، فتُمْطِرُ ، ويأمرُ الأرضَ أن تُنْبِتَ فتُنْبِتُ ، حتى تَرُوحَ مَوَاشِيِهِم من يومِهم ذلك أَسْمَنَ ما كانت ، وأَعْظَمَه ، وأَمَدَّهُ خَوَاصِرَ ، وأَدَرَّهُ ضُرُوعًا ، وإنه لا يَبْقَى شيءٌ من الأرضِ إلا وَطِئَه وظَهَرَ عليه ، إلا مكةَ والمدينةَ ، لا يَأْتِيهِما من نَقْبٍ من أنقابِهِما إلا لَقِيَتْهُ الملائكةُ بالسيوفِ صَلْتَةً ، حتى يَنْزِلَ عند الضَّرِيبِ الأحمرِ ، عندَ مُنْقَطَعِ السَّبَخَةِ ، فتَرْجُفُ المدينةُ بأهلِها ثلاثَ رَجْفَاتٍ ، فلا يَبْقَى منافقٌ ولا منافقةٌ إلا خَرَج إليه ، فتَنْفِي الخبيثَ منها ، كما يَنْفِي الكِيرُ خَبَثَ الحديدِ ، ويُدْعَى ذلك اليومُ يومَ الخَلَاصِ ، قيل : فأين العَرَبُ يَوْمَئِذٍ . قال : هم يَوْمَئِذٍ قليلٌ ، وجُلُّهُم ببيتِ المَقْدِسِ ، وإمامُهُم رجلٌ صالحٌ ، فبَيْنَما إمامُهم قد تَقَدَّمَ يُصَلِّي بهِمُ الصبحَ ، إذ نزل عليهم عيسى بنُ مريمَ الصُّبْحُ ، فرجع ذلك الإمامُ يَنْكُصُ يَمْشِي القَهْقَرَى ليتقدمَ عيسى فيَضَعُ عيسى يدَه بينَ كَتِفَيْهِ ، ثم يقولُ له : تَقَدَّمْ فصَلِّ ، فإنها لك أُقِيمَتْ ، فيُصَلِّي بهِم إمامُهُم ، فإذا انصرف قال عيسى : افتَحُوا البابَ ، فيَفْتَحُونَ ، ووراءَهُ الدَّجَّالُ ، معه سبعونَ ألفَ يهوديٍّ ، كلُّهم ذُو سيفٍ مُحَلًّى وساجٍ ، فإذا نظر إليه الدَّجَّالُ ذاب كما يذوبُ المِلْحُ في الماءِ ، ويَنْطَلِقُ هارِبًا ، ويقولُ عيسى : إنَّ لي فيك ضربةً لن تَسْبِقَنِي ، فيُدْرِكُه عند باب لُدٍّ الشرقيِّ ، فيقتلُه ، فيَهْزِمُ اللهُ اليهودَ ، فلا يَبْقَى شيءٌ مما خلق اللهُ عَزَّ وجَلَّ يَتَوَاقَى به يهوديٌّ ، إلا أَنْطَقَ اللهُ ذلك الشيءَ ، لا شَجَرٌ ولا حَجَرٌ ، ولا حائطٌ ولا دابَّةٌ إلا الغَرْقَدَةُ ، فإنها من شَجَرِهِمْ ، لا تَنْطِقُ إلا قال : يا عبدَ اللهِ المسلمَ هذا يهوديٌّ فتَعَالَ اقْتُلْهُ ، وإنَّ أيامَه أربعونَ سنةً ، السنةُ كنِصْفِ السنةِ ، والسنةُ كالشهرِ ، والشهرُ كالجُمُعةِ ، وآخرُ أيامِه كالشَّرَرَةِ ، يصبحُ أحدكم على بابِ المدينةِ ، فلا يَبْلُغُ بابَها الآخَرَ حتى يُمْسِيَ " ، قيل ، يا رسولَ اللهِ كيف يُصَلَّى في الأيامِ القِصَارِ ، قال : " تَقْدُرُونَ فيها الصلاةَ ، كما تَقْدُرُونَ في هذه الأيامِ الطِّوَالِ ، ثم صَلُّوا ، فيكونُ عيسى بنُ مريمَ في أُمَّتِي حَكَمًا عَدْلًا ، وإمامًا مُقْسِطًا يَدُقُّ الصليبَ ، ويَذْبَحُ الخِنْزِيرَ ، ويَضَعُ الجِزْيَةَ ، ويَتْرُكُ الصَّدَقَةَ ، فلا يُسْعَى على شاةٍ ، ولا بعيرٍ ، وتُرْفَعُ الشحناءُ والتَّبَاغُضُ ، وتُنْزَعُ حُمَةُ كلِّ ذاتِ حُمَةٍ ، حتى يُدْخِلَ الوليدُ يَدَه في الحَيَّةِ ، فلا تَضُرُّهُ ، وتُفِرُّ الوليدةُ الأسدَ ، فلا يَضُرُّها ، وتكونُ الكلمةُ واحدةً ، فلا يُعْبَدُ إلا اللهُ ، وتَضَعُ الحربُ أوزارَها ، وتُسْلَبُ قريشٌ مُلْكَها ، وتكونُ الأرضُ كفَاثُورِ الفِضَّةِ ، تُنْبِتُ نباتَها بعَهْدِ آدمَ ، حتى يَجْتَمِعَ النَّفَرُ على القِطْفِ من العِنَبِ فيُشْبِعُهُم ، ويجتمعُ النَّفَرُ على الرُّمَّانَةِ فتُشْبِعُهُمْ ، ويكونُ الثَّوْرُ بكذا وكذا من المالِ ، ويكونُ الفَرَسُ بالدُّرَيْهِماتِ ، قالوا : يا رسولَ اللهِ وما يُرْخِصُ الفَرَسَ ؟ قال : " لا تُرْكَبُ لحربٍ أبدًا " ، قيل ، فما يُغْلِي الثَّوْرَ ، قال : " تَحْرُثُ الأرضَ كُلَّها ، وإنَّ قَبْلَ خروجِ الدَّجَّالِ ثلاثَ سنواتٍ شِدَادٍ ، يُصِيبُ الناسَ فيها جوعٌ شديدٌ ، يأمرُ اللهُ السماءَ ( في ) السنةِ الأولَى أن تَحْبِسَ ثُلُثَ مَطَرِها ، ويأمرُ الأرضَ أن تَحْبِسَ ثُلُثَ نباتِها ، ثم يأمرُ السماءَ في السنةِ الثانيةِ فتَحْبِسُ ثُلُثَيْ مَطَرِها ، ويأمرُ الأرضَ فتَحْبِسُ ثُلُثَيْ نباتِها ، ثم يأمرُ السماءَ في السنةِ الثالثةِ فتَحْبِسُ مطرَها كُلَّهُ ، فلا تَقْطُرُ قَطْرَةً ، ويأمرُ الأرضَ فتَحْبِسُ نباتَها كُلَّهُ فلا تُنْبِتُ خضراءَ ، فلا يَبْقَى ذاتُ ظِلْفٍ إلا هَلَكَتْ إلا ما شاء اللهُ " ، قيل : فما يُعِيشُ الناسَ في ذلك الزمانِ ، قال : " التهليلُ ، والتكبيرُ ، والتحميدُ ، ويَجْزِي ذلك عليهم مَجْزَاةَ الطعامِ " المزيد..

الراوي : أبو أمامة الباهلي | المحدث : الألباني | المصدر : ضعيف الجامع

الصفحة أو الرقم : 6384 | خلاصة حكم المحدث : ضعيف | أحاديث مشابهة

 

12 - لم تكن فتنةٌ في الأرضِ منذ ذرأَ اللهُ ذُرِّيَّةَ آدمَ عليه السلامُ أعظمَ من فتنةِ الدَّجَّالِ وإنَّ اللهَ لم يَبعثْ نبيًّا إلا حذَّر أُمَّتَه الدَّجَّالَ وأنا آخرُ الأنبياءِ وأنتم آخرُ الأُممِ وهو خارجٌ فيكم لا محالةَ فإن يخرج وأنا بين ظهرَانَيْكم فأنا حجيجٌ لكلِّ مسلمٍ وإن يخرُجْ من بعدي فكلٌّ حجيجٌ نفسَه واللهُ خليفتي على كلِّ مسلمٍ وإنه يخرج من خُلَّةٍ بين الشامِ والعراقِ فيعيثُ يمينًا ويعيثُ شمالًا يا عبادَ اللهِ أيها الناسُ فاثبُتوا وإني سأصِفُه لكم صفةً لم يَصِفْها إياه نبيٌّ قبلي إنه يبدأُ فيقول أنا نبيٌّ فلا نبيَّ بعدي ثم يُثَنِّي فيقول أنا ربُّكم ولا ترَونَ ربَّكم حتى تموتُوا وإنه أعورُ وإنَّ ربَّكم عزَّ وجلَّ ليس بأعورَ وإنه مكتوبٌ بين عينَيه كافرٌ يقرؤُه كلُّ مؤمنٍ كاتبٌ وغيرُ كاتبٍ وإنَّ مِن فتنَتِه أنَّ معه جنةً ونارًا فنارُه جنةٌ وجنتُه نارٌ فمن ابتُلِيَ بنارِه فلْيَسْتَغِثْ باللهِ وليقرأْ فواتحَ الكهفِ فتكون عليه بردًا وسلامًا كما كانتِ النارُ على إبراهيمَ وإنَّ من فتنتِه أن يقولَ لأعرابيٍّ أرأيتَ إن بعثتُ لك أباك وأمَّك أتشهدُ أني ربُّك فيقولُ نعم فيتمثَّلُ له شيطانانِ في صورةِ أبيه وأمِّه فيقولانَ يا بُنَيَّ اتَّبِعْه فإنه ربُّك وإنَّ من فتنتِه أن يُسلَّط على نفسٍ واحدةٍ فيقتلُها وينشرُها بالمنشارِ حتى يلقَى شِقَّينِ ثم يقولُ انظُروا إلى عبدي هذا فإني أَبعثُه الآنَ ثم يزعم أنَّ له ربًّا غيري فيبعثُه اللهُ فيقولُ له الخبيثُ مَن ربُّك فيقول ربيَ اللهُ وأنت عدُوُّ اللهِ أنت الدَّجَّالُ واللهِ ما كنتُ بعد أشدَّ بصيرةً بك مني اليومَ قال أبو الحسنِ الطَّنافسيُّ فحدَّثَنا المُحاربيُّ حدَّثنا عُبَيدُ اللهِ بنُ الوليدِ الوصافيُّ عن عطيةَ عن أبي سعيدٍ قال قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ذلك الرجلُ أرفعُ أُمَّتي درجةً في الجنَّةِ قال قال أبو سعيدٍ واللهِ ما كنا نرى ذلك الرجلَ إلا عمرَ بنَ الخطابِ حتى مضى لسبيلِه قال المُحاربيُّ ثم رجَعْنا إلى حديثِ أبي رافعٍ قال وإنَّ من فتنتِه أن يأمرَ السماءَ أن تُمطرَ فتمطرُ ويأمرُ الأرضَ أن تُنبِتَ فتُنبتُ وإنَّ من فتنتِه أن يمرَّ بالحيِّ فيُكذِّبونَه فلا تبقَى لهم سائمةٌ إلا هلكتْ وإنَّ من فتنتِه أن يمُرَّ بالحيِّ فيُصدِّقونَه فيأمرُ السماءَ أن تُمطِرَ فتمطرُ ويأمرُ الأرضَ أن تُنبتَ فتُنبتُ حتى تروحَ مواشيهم من يومِهم ذلك أسمنُ ما كانت وأعظمُه وأمدُّه خواصرَ وأدَرُّه ضُروعًا وإنه لا يبقى شيءٌ من الأرضِ إلا وَطِئَه وظهر عليه إلا مكةَ والمدينةَ فإنه لا يأتيهما من نقْبٍ من نقابِهما إلا لقِيَتْه الملائكةُ بالسُّيوفِ صَلْتَةً حتى ينزلَ عند الظَّريبِ الأحمرِ عند مُنقطعِ السَّبخةِ فترجُفُ المدينةُ بأهلِها ثلاثَ رجَفاتٍ فلا يبقى منافقٌ ولا منافقةٌ إلا خرج إليه فتَنفي الخَبَثَ منها كما ينفي الكيرُ خبثَ الحديدِ ويُدعى ذلك اليومُ يومُ الخلاصِ فقالت أمُّ شَريكٍ بنتُ أبي العكرِ يا رسولَ اللهِ فأين العربُ يومئذٍ قال هم قليلٌ وجلُّهم ببيتِ المقدسِ وإمامُهم رجلٌ صالحٌ فبينما إمامُهم قد تقدَّم يُصلِّي بهم الصبحَ إذ نزل عليهم عيسى بنُ مريمَ عليه السلامُ الصبحَ فرجع ذلك الإمامُ ينكصُ يمشي القَهقرى ليقدِّمَ عيسى يصلِّي بالناسِ فيضع عيسى عليه السلامُ يدَه بين كتفَيْه ثم يقول تقدَّمْ فصلِّ فإنها لك أقيمتْ فيصلِّي بهم إمامُهم فإذا انصرف قال عيسى عليه السلامُ افتَحوا البابَ فيفتح ووراءَه الدَّجَّالُ معه سبعون ألفَ يهوديٍّ كلُّهم ذو سيفٍ مَحْلِيٍّ وساجٍ فإذا نظر إليه الدَّجَّالُ ذاب كما يذوبُ الملحُ في الماءِ وينطلق هاربًا ويقول عيسى إنَّ لي فيك ضربةً لن تستبقِيَ بها فيدركُه عند بابِ لُدٍّ الشرقيِّ فيقتلُه ويهزم اللهُ اليهودَ فلا يبقى شيئٌ مما خلق اللهُ تعالى يتوارى له اليهوديُّ إلا أنطق اللهُ ذلك الشيءَ لا حجَرٌ ولا شجرٌ ولا حائطٌ ولا دابةٌ إلا الغرقدةُ فإنها من شجرِهم لا تنطقُ إلا قال يا عبدَ اللهِ المسلمَ هذا يهوديٌّ فتعالَ اقتُلْه قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وإنَّ أيامَه أربعونَ سنةً السَّنةُ كنصفِ السَّنةِ والسنةُ كالشهرِ والشهرُ كالجمعةِ وآخرُ أيامِه كالشَّررةِ يصبحُ أحدُهم على بابِ المدينةِ فلا يبلغ بابَها الآخرَ حتى يُمسِيَ فقيل له يا نبيَّ الله ِكيف نصلِّي في تلك الأيامِ القصار قال تُقَدِّرون فيها الصلاةَ كما تُقَدِّرونَ في هذه الأيامِ الطوالِ ثم صلُّوا قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فيكون عيسى ابنُ مريمَ في أمَّتي حكمًا عدلًا وإمامًا مُقسطًا يدقُّ الصليبَ ويقتلُ الخنزيرَ ويضعُ الجزيةَ ويتركُ الصدقةَ فلا يسعى على شاةٍ ولا بعيرٍ وترتفعُ الشَّحناءُ والتباغضُ وتَنزِعُ الحُمَةُ كلَّ ذاتِ حُمَةٍ حتى يُدخلَ الوليدُ يدَه في الحيَّةِ فلا تضُرُّه وتفِرُّ الوليدةُ الأسدَ فلا يضُرُّها ويكون الذِّئبُ في الغنمِ كأنه كلبَها وتملأُ الأرضُ من السِّلمِ كما يملأُ الإِناءُ من الماءِ وتكون الكلمةُ واحدةً فلا يعبد إلا اللهُ وتضعُ الحربُ أوزارَها وتسلبُ قريشٌ ملكَها وتكون الأرضُ كفاثورِ الفضةِ تنبتُ نباتَها كعهدِ آدمَ حتى يجتمعَ النَّفرُ على القِطفِ من العنبِ فيشبِعُهم ويجتمعُ النَّفرُ على الرُّمَّانةِ فتشبعُهم ويكون الثَّورُ بكذا وكذا من المالِ ويكون الفرسُ بالدُّرَيهماتِ قيل يا رسولَ وما يُرخِّصُ الفرسَ قال لا ترُكَبُ لحربٍ أبدًا قيل له فما يُغَلِّي الثَّورَ قال تحرثُ الأرضَ كلَّها وإنَّ قبلَ خروجِ الدجالِ ثلاثُ سنواتٍ شِدادٌ يصيبُ الناسَ فيها جوعٌ شديدُ يأمر اللهُ السماءَ في السنةِ الأولى أن تحبسَ ثلُثَ مطرَها ويأمرُ الأرضَ فتحبسُ ثُلُثَ نباتِها ثم يأمرُ السماءَ في الثانيةِ فتَحبِسُ ثُلُثَي مطرِها ويأمرُ الأرضَ فتحبسُ ثُلُثَي نباتِها ثم يأمر اللهُ السماءَ في السنةِ الثالثةِ فتحبسُ مطرَها كلَّه فلا تقطرُ قطرةً ويأمر الأرضَ أن تحبسَ نباتَها كلَّه فلا تَنبُتُ خضراءٌ فلا تبقَى ذاتُ ظلِفٍ إلا هلكتْ إلا ما شاء اللهُ فقيل فما يعيشُ الناسَ في ذلك الزمانِ قال التَّهليلُ والتَّكبيرُ والتَّسبيحُ والتَّحميدُ ويَجري ذلك عليهم مجرى الطعامِ المزيد..

الراوي : أبو أمامة الباهلي | المحدث : ابن كثير | المصدر : تفسير القرآن العظيم

الصفحة أو الرقم : 2/411 | خلاصة حكم المحدث : غريب جداً من هذا الوجه | أحاديث مشابهة

توضيح حكم المحدث : إشارة إلى ضعفه